القرآن الكريم و التفسير

سورة الجن

مكية أو مدنية :

  • مكية .1

مقاصد سورة الجن :

ذِكرُ ما يتَّصِلُ بخبرِ الجنِّ، واستِماعِهم القرآنَ، وما كان مِن مَردودِ ذلك عليهم، وما للمُستَجِيبينَ لأمرِ الله والمُعرِضينَ عنه 2.

موضوعات سورة الجن :

1- سَماعُ جَماعةٍ مِن الجِنِّ للقرآنِ، وإيمانُهم به، وحِكايةُ ما صَدرَ منهم مِن أقوالٍ.
2- استِراقُ الجِنِّ للسَّمعِ، ثمَّ مَنْعُهم مِن ذلك.
3- ذِكرُ انقِسامِ الجِنِّ إلى صالِحينَ وغيرِ صالِحينَ.
4- جَزاءُ المُسْتقيمينَ على أمْرِ اللهِ والمُعْرِضينَ عنه.
5- ذِكرُ ما أُمِرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بتَبْليغِه.
6- ذِكرُ اختِصاصِ اللهِ بعِلمِ الغَيبِ.

سورة الجن تصحح كثيرا من المعلومات الخاطئة لأهل الجاهلية عن الجن، حيث كانوا يزعمون أن محمدا صلى الله عليه وسلم يتلقى ما يقوله لهم من الجن، فتجيء الشهادة من الجن أنفسهم بهذه القضايا التي يجحدونها ويجادلون فيها، وبتكذيب دعواهم في استمداد محمد من الجن شيئا 3 .

قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «انطلَقَ النبيُّ ﷺ في طائفةٍ مِن أصحابِه عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وقد حِيلَ بَيْنَ الشياطينِ وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ عليهم الشُّهُبُ، فرجَعتِ الشياطينُ إلى قومِهم، فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حِيلَ بَيْننا وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، وأُرسِلتْ علينا الشُّهُبُ، قالوا: ما حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ إلا شيءٌ حدَثَ، فاضرِبوا مشارقَ الأرضِ ومغاربَها، فانظُروا ما هذا الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فانصرَفَ أولئك الذين توجَّهوا نحوَ تِهامةَ إلى النبيِّ ﷺ، وهو بنَخْلةَ، عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظَ، وهو يُصلِّي بأصحابِه صلاةَ الفجرِ، فلمَّا سَمِعوا القرآنَ استمَعوا له، فقالوا: هذا واللهِ الذي حالَ بَيْنَكم وبَيْنَ خَبَرِ السماءِ، فهنالك حينَ رجَعوا إلى قومِهم، وقالوا: يا قومَنا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبٗا ١ يَهْدِيٓ إِلَى اْلرُّشْدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا} [الجن: 1-2]؛ فأنزَلَ اللهُ على نبيِّه ﷺ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اْسْتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ اْلْجِنِّ} [الجن: 1]، وإنَّما أُوحِيَ إليه قولُ الجِنِّ». أخرجه البخاري (٧٧٣).

ما الفرق بين استمع و سمع ؟

السمع سمع فقط ، أما الاستماع سمع مع حضور قلب4 .

تعلمت أن الرهط هو الجماعة ؛ قيل: إلى العشرة وقيل: إلى الأربعين ، 5 فما الفرق بين كلمة الرهط و النفر ؟

الرهط يرجعون إلى أب واحد ، بخلاف النفر ، و كلاهما دون الأربعين 6.

ما حكم الاستعانة بالجن ؟

محرم ، من استعان بالجن فقد أشرك بالله.

هل مجرد المعصية توجب الخلود في النار ؟

لا ، لا ، فالله رحيم و غفور ، المراد بالمعصية هنا الكفر 7 .

اللهم إنا نعوذ بك من عذاب النار.

إن الله تعالى ييسر للنبي حراسة مترصّدة تحفظه من جميع الجهات، ليظلّ الوحي في مكان أمين حتى يصل إلى البشر غير مختلط بمعرفة الشياطين له8.

أورد القرطبي عدة آراء في تفسير هذه الآية، من بينها ما يأتي :

لقد أخبر الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بحفظ الوحي،

ليعلم أن الرسل قبله كانوا على مثل حالته من التبليغ بالحقّ والصدق،

أو ليعلم أن جبريل ومن معه قد أبلغوا إليه رسالة ربه.

وقال الزجاج : ليعلم الله أن رسله قد أبلغوا رسالاته، كقوله تعالى : ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. ( آل عمران : ١٤٢ ).

أي : ليعلم الله ذلك علم مشاهدة كما علمه غيبا 9.

  1. الدرر السنية ↩︎
  2. الدرر السنية ↩︎
  3. تفسير عبد الله شحاته ↩︎
  4. موقع الحفظ الميسر / التدبر  ↩︎
  5. عمدة الحفاظ ، السمين الحلبي ↩︎
  6. موقع الحفظ الميسر / التدبر ↩︎
  7. موقع الحفظ الميسر / التدبر ↩︎
  8. تفسير عبد الله شحاته ↩︎
  9. تفسير القرطبي ↩︎
التعليقات على سورة الجن مغلقة